ا.د هانى درويش 
أستاذ علم النفس التربوي
هناك من يعتقد أن صحة الابدان وخلوها من الأمراض هى المدخل الى السعادة والبهجة وتحقيق النجاح ، ويتناسون ان الاهتمام بتحقيق بيئة نفسية تحقق إحتياجات الفرد ولا تكتفى بإشباعها بل تعلو بها من الإشباع الى الإمتاع مثل الحاجة الى الأمن والحب والإنتماء وتقدير الذات وتحقيق الذات وهذه الاحتياجات اذا تم اشباعها هى المدخل الى عافية الابدان والاجسام والتى تظهر اثارها فى سلوك التسامح والعفو وتقدير المشاعر والتماس الاعذاربين الناس  والتعببر عن المشاعر والمشاركة الإيجابية والتعاون .
كل هذه نواتج تحقيق تقدير المشاعر وتلمسها فهى  تعمل ان تم اشباعها عمل الشوكه الرنانه التى ترسل مشاعر الامل والتفاؤل الى المحيطين حولها لان التفاؤل عدوى والحماس عدوى والقلق عدوى ، وعندما تسود المشاعر الإيجابية بين الناس يفرز الجسم  هرمونات السعادة وهى مادة حليبية تعمل على اقتراب الخلابا من بعضها البعض تنعكس على شعور الشخص بالنشاط نحو العمل والتصالح مع الذات والرضا اما إذا ساد التوتر بين الناس يفرز الجسم هرمون الإدرينالين والكورتيزول إذا ظلا مرتفعا لفترة فإنه يتسبب فى أمراض القلب والجلطات وضغط الدم وكوابيس النوم والامراض السرطانية والإكتئاب ، وأن 70% من زيارة المرضى للأطباء يكون التوتر أحد أسبابها ، وقد اكدت الأبحاث أن خمس دقائق من التوتر يمكنها ان توقف الجهاز المناعى للجسم لمدة ست ساعات ، لقد إعتدنا إهمال المشاعر فى حياتنا وبالغنا فى الإهتمام بالجوانب المعرفية وتعزيزها ، واختفت كلمة (ما مشاعرك) وزادت كلمة (ما رايك )، وقد تقابل احد الأشخاص ليقول للآخر لماذا هذا العبوس ؟ان الزعل لا يفيد اضحك ولا يهمك او عدى المشكله وكبر دماغك ما تحملش هم أوانت حساس زيادة عن اللزوم هذا الشخص غير مدرك أنه لا يحق لنا ان نتهم مشاعر الناس لمجرد اننا لا نوافق عليها ان مشاعر االناس هى هويتهم ، وعندما نطلب من الآخرين أن يشعروا بما نشعر او ان يكونوا إمتدادا لنا وبذلك نتعدى على خصوصياتهم —– لا يحق لنا ان نحاكم مشاعر ونجلد مشاعر الاخرين بل يجب ان نقدرها ونتقبلها كما هى لا كما ينبغى ان نراها
إن إختلاف عزو الأشخاص لأسباب نجاحهم أو فشلهم هو ما يقى شر الأمراض والإضطرابات الناتجة عنه ، المتفاؤل يعتبر الإخفاقات أمر مؤقت يمكن تغييره الى الأفضل اما المتشاؤم يرى أن الإخفاق الذى تعرض له سوف يستمر للأبد وأنه يعطل كل مشروعاتى واحلامى ، وعندما يفوز يقلل من إنتصاراته ويرجعها الى الصدفة ، ولذلك المتفاؤل يجد لكل مشكله حل أما المتشاؤم يجد مشكله فى كل حل
ان المشاعر الإنسانية تؤثر على صحة الفرد  الجسمية وهى مكتسبة وبقدر ما نزرع من مشاعر نحصدها فى المستقبل وخاصة فى السنوات الاولى من العمر فالإهتمام والتقدير وتعزيز الجهد وليس تعزيز الناتج مدخل الى التعاطف الوجدانى والمشاركه ، وكثيرمنا يتذكر معلما او شخصا قدم له العون والدعم النفسى مازال عالقا فى ذاكرته بالسلب او الايجاب رغم انه قد يكون نسى مادته لأن الإهتمام سيد البقاء ، وهناك بعض المعتقدات الخاطئة التى تربط بين الأشخاص ضعاف الشخصية والذين يمتلكون المشاعر والاحاسيس والعواطف وأن الأشخاص الأقوياءغير عاطفيين ،هذا افتراء غير صحيح
المشاعر الصادقة حتى تجد من يشعر بها ويتلمسها يجب ان توجه الى الشخص المناسب  للهدف المحدد بالاسلوب الذى يتناسب مع اهتماماته وفى الوقت المناسب الذى كثيرا ما تفشل علاقة بسبب عدم اختيار الوقت المناسب
هناك بعض التوجهات التى تساعد على ادارة الإنفعالات وهى :-
عندما تغضب قم بالآتى
>> اعترف انك غاضب
>> حددالفكرة التى أثارت غضبك
>> غير الزاوية التى تنظر اليها وذلك بالتماس الأعذار للشخص او الموقف الذى أثار غضبك
>> ردد كلمة هو لايقصد – إنه لا يحسن التعبير – قد يكون جاهلا – ممكن يكون مستعجل
>> ركز على الجوانب الإيجابية فى الحوار
>> واجه الشخص الذى اغضبك بسلوك بناء اكثر ثقة مثل الإعتذار إذا كنت مخطئا
عليك أن تضع حدا لتسلسل الأفكار التى تولد الغضب
>> حول انتباهك الى انشطه اخرى وانسحب مؤقتا من الموقف لأن ساعة الغضب يتوقف الإدراك العقلى
>> قم بتدريبات الإسترخاء العضلى
>> مارس التفكير التأملى الذى يعتمد على التركيز فى انعم الله من نعمة الصحة والهدوء النفسى والاولاد والزوجه والسكن
>> اقترب من الناس التى تخرج افضل ما فيك وابتعد عن الناس التى تخرج اسوأ ما فيك وعند المناقشة مع الاخرين ابدأ بالإيجابيات اولا والبناء على افكار الاخرين
>> الابتعاد عن العلاقات المرهقة فى التعامل مع الاخرين لأن كل يوم يستنزف من وقتك وجهدك ومشاعرك الكثير والذى بعد ذلك ذلك تتحول الى ذكريات مؤلمة سوف تطاردك طول عمرك وانت اللى خسران وهم لا يفرق معهم
>> إعداد برامج تدريبية حول كيف نعبر عن مشاعرنا سواء السلبية او الايجابية  وخاصة معلمات الروضة والاطفال من خلال النمذجة ومسرح الطفل وافلام الكرتون
>> تنظيم لقاءات مع اولياء الامور داخل الروضات والمدارس لتدريبهم على اساليب تحقيق التعلم الوجدانى وكيف نحققه بين الابناء لانه البعد المهمل فى التربية
>> تعزيز الأطفال الذين يظهرون مهارات التعبير عن المشاعر من ذوى  الذكاء العاطفى
>> توفير مقاييس الذكاء الوجدانى لإكتشاف الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء وتدريب الاخصائيين النفسيين عليها وتوفيرها